محمد بن زايد: الإمارات تعمل منذ عقود على بناء قدراتها في الطاقة المتجددة

محمد بن زايد: الإمارات تعمل منذ عقود على بناء قدراتها في الطاقة المتجددة
رئيس الإمارت العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد

ترأس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وفد دولة الإمارات المشارك في أعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP27".

واستهل كلمته -خلال الجلسة الافتتاحية "لقمة المناخ" ضمن أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف بحضور عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وعدد من قادة الدول ورؤسائها وحكوماتها من مختلف أنحاء العالم- بتأييد دعوة الرئيس المصري إلى العمل على إنهاء الأزمة الأوكرانية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في العالم.

وقال الشيخ محمد بن زايد، إن العالم يواجه تحديات معقدة ومعالجتها تتطلب عملاً مشتركاً وتعاوناً دوليا، مشيراً إلى أن مستقبل الأجيال القادمة يعتمد على القرارات والإجراءات والخطوات التي نتخذها اليوم.

ودعا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى توحيد الجهود الدولية لمواجهة تحديات التغير المناخي والحد من تداعياته والتي تؤثر على جميع دول العالم دون استثناء.

وتوجه بالشكر إلى جمهورية مصر العربية وإلى "الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" لتنظيم المؤتمر وتوجيه أنظار العالم نحو أبرز الأولويات ذات الصلة بتغير المناخ.

وقال: "نجتمع في وقتٍ حرجٍ لكوكبنا، فعالمنا يواجه العديد من التحديات ومن أهمها تغير المناخ الذي أصبح يؤثر على الاستقرار والأمن في العالم، وبما أننا لا نملك إلا أرضا واحدة من الضروري أن نوحد جهودنا لمعالجة هذا التَحدي من خلال العملِ المناخي الذي ننظر إليه كونه فرصةً للابتكار وإيجاد الحلولِ وتنويع الاقتصاد".

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التزام دولة الإمارات بضمان أمن الطاقة مع خفض الانبعاثات، موضحاً أن النفط والغاز في الدولة يعدان من بين الأقل كثافة في الكربون على مستوى العالم، وأن العمل مستمر على خفض الانبعاثات في هذا القطاع الحيوي، تماشياً مع رؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه".

وأشار إلى أن "دولة الإمارات تعد مزوداً مسؤولاً للطاقة وستستمر في هذا الدور طالما كان العالم بحاجة إلى النفط والغاز، وبحكم الجيولوجيا فإن النفط والغاز في دولة الإمارات من الأنواع الأقل كثافة كربونية في العالم وسنواصل التركيز على خفض الانبعاثات في هذا القطاع وهذا ليس بجديد، فقد وجه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوقف عمليات حرق الغاز منذ عدة عقود وأرسى ركائز الاستدامة في دولة الإمارات حفاظاً على البيئة والموارد الطبيعية، وسيراً على هذا النهج بدأنا منذ عقود العمل على تنويع اقتصادنا، وبناء القدرات في الطاقة المتجددة والنظيفة لتحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام".

وأوضح أن الإمارات كانت أول دولة في المنطقة تعلن مبادرة إستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، كما تطرق إلى الشراكة التي جرى إطلاقها مؤخراً بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بهدف تعزيز أمن الطاقة ودعم المناخي من خلال استثمار 100 مليار دولار لبناء مشروعات لإنتاج 100 جيجاواط من الطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم.

وشدد الشيخ محمد بن زايد على المنافع والمكاسب الكثيرة التي تحققها مبادرات الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة والعمل المناخي والفرص الاقتصادية والتنموية المتزايدة التي تتيحها والتي تصبُّ في نهاية الأمر في مصلحة الأجيال القادمة من خلال تأمين مستقبل مستدام لكوكبنا، قائلا: “إن هذه المبادرات تخلق قطاعات جديدة ومهارات جديدة ووظائف جديدة وتساعد في إبقاء الأمل بتفادي ارتفاع درجة حرارة الأرض”.

وأضاف أن دولة الإمارات ماضية في الالتزام بنهج مد جسور التعاون والتواصل مع المجتمع الدولي وبمبدأ الاستمرار والمثابرة في العمل المناخي.

وقال: "فيما نستعد لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في مدينة إكسبو دبي خلال عام 2023، فإننا سنركز على دعم تنفيذ مخرجات المؤتمرات السابقة وكذلك على إنجاز أول تقييم عالمي للتقدم في (اتفاق باريس للمناخ)، وسنحرص على مشاركة واحتواء الجميع بما في ذلك التمثيل المناسب للمرأة وإشراك الشباب من جميع أنحاء العالم وحشد طاقاتهم وتحفيز شغفهم الكبير لإيجاد حلول مستدامة".

ووجه رئيس الإمارات دعوة إلى الجميع في العالم للتعاون في إيجاد حلول عملية تسهم في معالجة الخسائر والأضرار وخلق فرص نمو اقتصادي مستدام للبشر في كل مكان.

واختتم الشيخ محمد بن زايد كلمته بتجديد الشكر للأشقاء في جمهورية مصر العربية.

وقال: "أتمنى النجاح والتوفيق لجهودنا المشتركة لأنَّ مخاطر تغير المناخ تستهدف الجميع دون استثناء، ومستقبل أبنائنا وأحفادنا يعتمد على الخطوات التي نتخذها اليوم".

قمة للمناخ

يشارك قادة العالم والعديد من النشطاء والكثير من المسؤولين بالأمم المتحدة في قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop 27، والتي تنعقد خلال الفترة من 6 نوفمبر إلى 18 نوفمبر 2022 في مدينة شرم الشيخ بمصر.

و"قمة المناخ" تنعقد بشكل سنوي، حيث تحضرها 197 دولة لمناقشة العوامل التي أدت إلى تغير المناخ، وكيفية مواجهة هذه المشكلة وطرق علاجها. 

وأعلنت الأمم المتحدة عن اتفاقية تخص مشكلة تغير المناخ، والتي تعتبر معاهدة دولية تم توقيعها من دول العالم للحد من الأنشطة البشرية التي تؤثر على المناخ، وقد تم الإعلان عنها لأول مرة في 21 مارس 1994.
 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية